كيفية صلاة الاستخارة: دليل شامل
عند مواجهتنا لقرارات مصيرية في حياتنا، نشعر بالحيرة والتردد وتبدأ عقولنا بالاضطراب وتدور بنا الأفكار بدون هُدى ولا نجد الرُشد في الرأي.لذا يجب علينا أولا وأبداً اللجوء الى الله عز وجل، واداء صلاة الاستخارة فهو الهادي والمعلم والمُرشد.
مقدمة
في هذه المقال سنتحدث عن موضوع مهم جدا لكل مسلم، وهو صلاة الاستخارة. سنحاول قدر الإمكان تبسيط المعلومة للقارئ لتحقيق أقصى فائدة ممكنة، ونتحدث بشكل مختصر في هذا المقال عن صلاة الاستخارة، ماهي؟ ومتى يكون أفضل وقت لأدائها؟ وما هو الدعاء المأثور عن النبي محمد ﷺ فيها؟ وكيفية صلاة الاستخارة بالشكل الصحيح؟ وآراء العلماء وبعضاً من التوضيحات حولها.
معنى الاستخارة وحكمها في الإسلام
الاستخارة في اللغة تعني طلب الخيرة في الأمر، يعني التماس أفضل الخيارات فيه. أما صلاة الاستخارة، تعني طلب الخيرة من الله عز وجل. إذا وقع المسلم في حيرة من أمره بين خيارين أو أمرين، وصلى الاستخارة، ثم اختار أحد هذين الأمرين وتيسر له بسلاسة بدون مواجهة مشاكل، فذلك دليل على أن الخير فيه. أما إذا تعسر الأمر وتعطل، فهذا أيضاً دليل على أن الخير في عدم حدوثه.
صلاة الاستخارة سنة نبوية يُستحب للمسلم أدائها عند التردد في اتخاذ القرارات المهمة.
متى تصلى صلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة يفضل ادائها في الامور التي ليس فيها حرمة أو واجب مثل:
اذا كنت مقبل على زواج وتفكر في التقدم لفتاة او تفكرين في الموافقة أو الرفض على عريس تقدم لك. هنا يمكنك أن تصلي ركعتين وتدعو الله أن يوفقك للخير في أمرك.
متى لا تصح صلاة الاستخارة؟
لا تصح صلاة الاستخارة في الامور المعروفة او الفرائض التي يجب عليك فعلها او تركها مثل:
الصلاة، الصيام، الزكاة هذه فروض وامور لا تحتاج للاستخارة لأنها واضحة ومن الواجب عليك القيام بها.
أفضل أوقات صلاة الاستخارة ومتى يُكره أداؤها
صلاة الاستخارة مشروعة في كل الأوقات ليس لها وقت محدد، ولكن من غير المستحسن أدائها في أوقات الكراهة الثلاثة وهي:
- بعد صلاة الفجر
- بعد صلاة العصر
- عند استواء الشمس في وسط السماء
هذا إذا كان سيصلي قبلها ركعتين، أما إذا كانت الإستخارة بعد الصلاة مباشرة فلا مانع من أن يدعو بعدها بالدعاء المأثور.
الدعاء المأثور في صلاة الاستخارة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، فإذا هم أحد بالأمر فليصل ركعتين ثم يقول:
اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقْدُرْ لي الخير حيث كان ثم رضني به.
ويُسمِّي حاجته.
الراوي: جابر بن عبد الله
المصدر: صحيح البخاري (6382)
حكم الحديث: صحيح
أخرجه: الترمذي (480)، وابن أبي عاصم في “السنة” (421)، والنسائي في “السنن الكبرى” (5551)، واللفظ لهم جميعًا.
كيفية أداء صلاة الاستخارة
- استحضار النية: يبدأ المسلم بعقد النية في قلبه أن هاتين الركعتين هما نافلة لوجه الله تعالى بنية الاستخارة.
- صلاة ركعتين: يصلي ركعتين نافلة، ويقرأ فيهما ما تيسر من القرآن كما في أي ركعتين نافلة.
- الدعاء بعد السلام: بعد الانتهاء من الصلاة والسلام، يرفع يديه ويدعو بالدعاء المأثور الوارد في صلاة الاستخارة ثم يسمي حاجته بعد الدعاء.
آراء العلماء حول صلاة الاستخارة
قال الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية) إنه من الأفضل أن يُكرر الشخص صلاة الاستخارة والدعاء سبع مرات إذا كان غير متأكد من الأمر الذي يفكر فيه. وهذا مستند إلى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى ما يميل إليه قلبك”. الراوي: أنس بن مالك • القسطلاني، إرشاد الساري (٩/٢١٧) • إسناده واهٍ جدًّا • أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (٥٩٨)، والديلمي في ((الفردوس)) (٨٤٥١) باختلاف يسير
توضيحات
- تكرار الاستخارة: يجب تكرار الاستخارة إذا لم يشعر الشخص بوضوح بعد أول مرة.
- إذا شعر بشيء: إذا شعر الشخص بالراحة أو الاطمئنان نحو خيار معين، فلا داعي لتكرار الاستخارة.
- موقف الشافعية: الشافعية ذكروا أنه إذا لم يظهر شيء بعد السابعة، يمكن الاستخارة أكثر من ذلك.
- موقف الحنابلة: لم نجد رأيًا محددًا لهم حول تكرار الاستخارة في المصادر المتاحة.
باختصار، من الأفضل تكرار صلاة الاستخارة سبع مرات إذا لم يتضح الأمر، وإذا ظهر شيء يريح القلب، فلا حاجة للتكرار.
هل صلى النبي محمد ﷺ صلاة الاستخارة؟
نعم، صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة. فقد ورد في الأحاديث أن النبي كان يعلم الصحابة كيفية أداء صلاة الاستخارة في مختلف الأمور. يطلب المسلم من الله الخير في الأمر الذي يهمه، ويظهر ذلك في الدعاء الذي يُقال بعد صلاة الركعتين.
استخارة النبي تعكس أهمية طلب المشورة من الله عند مواجهة القرارات المهمة في الحياة.
بعض الأدلة والمصادر التي تثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الاستخارة:
حديث جابر بن عبد الله:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمنا الاستخارة في الأمور كالسورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين ثم ليقل…” المصدر: صحيح البخاري (6382) وصحيح مسلم.
حديث أنس بن مالك:
قال أنس بن مالك: “يا أنس، إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخير فيه.” المصدر: أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة.
كتاب الإرشاد:
يقول القسطلاني في كتابه “إرشاد الساري”: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على تعليم الصحابة كيفية الاستخارة في الأمور المختلفة.”
مصادر موثوقة:
- صحيح البخاري: صحيح البخاري
- صحيح مسلم: صحيح مسلم
- عمل اليوم والليلة لابن السني.
هذه الأدلة والمصادر تدل على أن صلاة الاستخارة كانت معروفة وممارسة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تعبيرًا عن طلب الخير والتوجيه من الله في الأمور المهمة.