تأثير فصول السنة على نفسية الإنسان: كيف تؤثر دورة الفصول في حالتنا المزاجية؟
تلعب فصول السنة دورًا أساسيًا في إحداث تغيّر على الحالة النفسية للإنسان، وذلك لأن كل فصل يأتي بأجوائه وطقسه وظروفه الخاصة التي قد تترك أثرًا مباشرًا أو غير مباشر على مزاج الأفراد، حيث إن التغيرات المناخية تؤثر على جسم الإنسان وعقله، بما في ذلك الهرمونات والنشاط والمشاعر، ويختلف تأثير كل فصل حسب طبيعة الأجواء التي ترافقه.
علاقة مزاج الإنسان بتعاقب الفصول حسب الدراسات العلمية
هناك دراسة تقول فيها الطبيبة في علم النفس ماري كلير: أن هناك علاقة بين تغير مزاج الإنسان وتعاقب الفصول، كشفتها دراسات عديدة للسلوك البشري الذي يختلف فيه الناس بطريقة تفاعلهم وتعاملهم مع حالة الطقس والظروف الجوية.
وتشير الطبيبة ماري إلى أنه في فصل الربيع يتغير حال الطبيعة، حيث تتوهج الشمس وتشع بالدفء، وهذا يصل إلى مخ الإنسان فيزداد نشاطًا ويقظة.
1. فصل الربيع: يمثل هذا الفصل التجدد والإشراق، ويأتي الربيع بعد الشتاء ويعيد للطبيعة ألوانها، ويؤثر على الحالة النفسية للإنسان بشكل إيجابي ويشعره بالطاقة، ويقلل الاكتئاب الموسمي.
2. فصل الصيف: يمثل هذا الفصل الحيوية والإنجاز ويميزه المناخ الدافئ والطويل، وتزداد فيه الأنشطة والرحلات، ويؤثر على نفسية الإنسان بشكل إيجابي ويشعره بالسعادة. وما يميز فصل الصيف أنه يزيد التواصل عن طريق الأنشطة الاجتماعية مثل: الرحلات والسفر، ويبعد الإنسان عن الروتين ويدفعه لعمل أشياء جديدة، وقد يتسبب بقليل من التوتر بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
3. فصل الخريف: يمثل فصل الخريف استعدادًا للتغيير والتحوّل، ويميزه أنهُ مرحلة انتقالية بين الصيف والشتاء، وتبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، فإن له تأثيرات نفسية فريدة ترتبط بتغير الألوان والطقس، ويؤثر على الحالة النفسية للإنسان من خلال: مشاعر الحنين والتأمل، الاستعداد للتغيرات، والإحساس بحزن بسيط.
4. فصل الشتاء: يمثل فصل الشتاء السكون والهدوء، ويتميز بانخفاض درجة حرارته إلى أدنى مستوياتها، ويصبح اليوم قصيرًا والليل طويلًا، ويؤثر على الحالة النفسية للإنسان حيث يشعره بالحزن. بعض الناس يعانون من الاكتئاب الموسمي أو “الكآبة الشتوية” نتيجة قلة تعرضهم للضوء، ما يؤدي إلى انخفاض مستوى السيروتونين، أو يعاني بعضهم من الأمراض الشتوية، فيعود ذلك لعدم الاستعداد النفسي والجسدي لهذا الفصل، كما يعتبر فصل الأمان عند أشخاص آخرين يعتبرون فصل الشتاء مناسبًا للبقاء في المنزل مما يمنحهم شعورًا بالراحة.
أسباب تأثير الفصول على نفسية الإنسان
يرجع تأثير فصول السنة على النفسية إلى عدة عوامل، منها:
1. التغيرات البيئية: حيث تؤثر التغيرات البيئية الألوان الطبيعية مثل: لون ورق الشجر، لون السماء، بشكل كبير على الحالة النفسية، إذ إن الألوان تؤثر على المزاج ومستويات النشاط.
2. التغيرات في الروتين: حيث يرتبط كل فصل بطقوس خاصة وأسلوب حياة مختلف، مما يعكس دورًا نفسيًا واضحًا في الشعور بالتجديد والتغيير. مثال ذلك ما يحدث في الشتاء من تعزيز للاستقرار الداخلي، والصيف الذي يزداد فيه النشاط.
3. التغيرات في درجات الحرارة: حيث تؤثر درجات الحرارة في مستويات الهرمونات التي تتحكم بالمزاج والطاقة مثل: الأدرينالين والسيروتونين.
نصائح لكل من يعاني من تغير الحالة النفسية وتعب الفصول
قدمت الطبيبة النفسية ماري كلير بعض النصائح فيما يخص التغيرات النفسية الموسمية، وهي كالتالي:
1. لا تدع نفسك فريسة للتغيرات المناخية التي تفسد عليك متعة الانسجام مع الطبيعة، وحاول أن تقاوم تقلب درجات الحرارة الذي قد يصيبك ببعض الأمراض الربيعية الخفيفة، فالتأقلم مع هذه التغيرات يمنحك صحة بدنية وعافية نفسية.
2. تناول الطعام المتوازن الذي يعيد لك المزاج المعتدل والنوم والشعور بالراحة.
3. راقب ما تأكله، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، فاكتئاب الشتاء يجعل جسمك يشتهي كميات متزايدة من السكر والكربوهيدرات، كالشوكولاتة والمعجنات، وتذكّر أن تتناول حصصًا كافية من الخضروات والفواكه.
4. مارس الرياضة لتشعر بالنشاط، وجرب الرياضات التي يمكن ممارستها في الأماكن المفتوحة، مثل المشي والجري وركوب الدراجة، فهذه هي الخيارات الأفضل لزيادة حصتك اليومية من أشعة الشمس.
5. استمع إلى أصوات الطبيعة المبهجة، فهي تساعد في تحسين المزاج بشكل ملحوظ.
6. انخرط في الأنشطة الاجتماعية، خاصة الخيرية والتطوعية منها، فهي تولد شعورًا بالإنجاز والسعادة، وتعزز شعورك بالرضا والإيجابية.
تؤثر فصول السنة بشكل واضح وملحوظ على الحالة النفسية للإنسان، حيث يمكن أن تكون سببًا في حزنه أو اكتئابه وقد تكون سببًا في طاقته وسعادته، وفقًا لأجوائها وتغيراتها. إن فهمنا لتأثير كل فصل يساعدنا على استغلال جوانبه الإيجابية والتعامل مع تحدياته بوعي، مما يعزز انسجامنا مع الطبيعة وإيقاع الحياة.
المراجع
aljazeera.net
elconsolto.com