تأثير الذكاء الاصطناعي على الانتخابات الامريكية: المخاطر والفرص
نحن نشهد عامًا تاريخيًا مع الاستخدام غير المسبوق للذكاء الاصطناعي التوليدي والتقنيات الرقمية الأخرى في عدد غير مسبوق من الانتخابات. نحن بحاجة إلى إدارة الفرص والمخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتأثيراته على العمليات الديمقراطية.
أصبح العالم اليوم في حالة موازية، حيث أصبح المستحيل ممكناً بفضل التكنولوجيا، ومع الذكاء الاصطناعي، فإن بلوغ هدف ما أصبح أكثر سهولة، فماذا إذا تعلق الأمر بحروب التضليل وما يمكن أن تفعله هذه الآفة المعروفة بالذكاء الاصطناعي؟، إذا استُخدمت كأداة لتحقيق مصلحة معينة.
في الأشهر الماضية، أصبح وارداً أن يتحول الخصم صديقاً بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي يهدد اليوم واحدة من أكبر الأحداث على مستوى العالم، وربما الأهم سياسياً، الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فرأينا تايلور سويفت تتزوج غريم محبوبتها هاريس اللدود دونالد ترمب، وكامالا هاريس برفقة خصمها الجمهوري في صور رومانسية، لن تدرك أنها مفبركة إلا إذا أخبروك بذلك. وغيرها الكثير من لقطات التزييف، التي لا تمثل سوى شيء بسيط يمكن أن يُصنف ضمن إطار التزييف الساخر ليس إلا، ولا يشكل تهديداً كعمليات الاختراق وتضليل الأخبار والتصريحات، التي قد تسبق العملية الانتخابية في أمريكا بأيام وربما ساعات.
أكبر مشاكل أمريكا اليوم:
هي التعامل مع حرب الذكاء الاصطناعي والمقاطع المزيفة، هو أن أحدث أجهزة الكشف عن هذا النوع من التضليل، تتراوح دقتها وفق خبراء ما بين 25 إلى 82 بالمئة كحد أقصى، ما يعني أن هذه الأجهزة غالباً ما تخطئ في تحديد المقاطع المزيفة أو التي تم التلاعب بها، بل إنها قد تصنف المقاطع الحقيقية على أنها مزيفة في أحيان أخرى، وهو ما يُظهر مدى خطورة الذكاء الاصطناعي إذا وُجه بشكل سلبي. في الوقت ذاته، ازداد استخدام الذكاء الاصطناعي بمتوسط 130% شهرياً خلال العام الماضي لا سيما في منصة إكس، وبات منذ عام إلى اليوم أسلوباً تلجئ إليه حكومات الدول للتعاطي مع ملفاتها علناً.
وتعتبر مشاركة الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية من المواضيع المثيرة للجدل، في ظل عديد من التساؤلات حول التأثير المحتمل لهذه المشاركة على الديمقراطية والمجتمع، فمن الممكن مراعاة تأثير الذكاء الاصطناعي على الرأي العام من خلال التزييف العميق ونشر معلومات مضللة، أو استخدامه لإنشاء محتوى معدل، يظهر به المرشحون أو القضايا السياسية بشكل سلبي أو إيجابي بشكل غير مبرر، ويتم استخدام ذلك من قبل الخصوم بالانتخابات لمصالح كل طرف على حساب الطرف الآخر، لتحديد واستهداف الناخبين لحثهم على التصويت لمرشح معين، وإنشاء رسائل إعلانية مخصصة تُرسل إلى الناخبين عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف يهدد الذكاء الاصطناعي انتخابات أميركا؟
إن الاهتمام المتزايد بأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية وتوافرها أدى إلى إثارة المخاوف بشأن الكيفية التي قد تؤدي بها التكنولوجيا إلى تقويض الانتخابات على وجه الخصوص.
ففي يناير، أُرسلت مكالمة آلية إلى الناخبين الأميركيين في نيو هامبشاير يُزعم أنها من الرئيس جو بايدن تدعوهم إلى عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية.
وفي العام الماضي، تم العثور على مقاطع مزيفة لسياسيين يُزعم أنها تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي ثم انتشرت عبر الإنترنت في المملكة المتحدة والهند ونيجيريا والسودان وإثيوبيا وسلوفاكيا.
وقالت شركات التكنولوجيا العشرين التي وقعت اتفاق على هامش مؤتمر ميونخ أخيراً إنها ستعمل “بشكل تعاوني” على أدوات للقضاء على انتشار المحتوى الضار الناتج عن الذكاء الاصطناعي المرتبط بالانتخابات على منصاتها، وستتخذ إجراءات بطرق “سريعة ومتناسبة”.
إجراءات يمكن اتباعها لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي:
- تطوير أدوات للكشف عن المحتوى المزيف، من خلال تحليل خصائص الصور والفيديوهات لتحديد علامات التزييف، مثل تطابق درجات الإضاءة وحركات الوجه.
- ضرورة تعليم المستخدمين كيفية التعرف على المحتوى المزيف
- نشر الوعي وإقامة ورش عمل ودورات توعوية حول مخاطر التزييف.
ونرى أن من الضروري أن تدعم شركات التكنولوجيا والأبحاث في الكشف عن التزييف وخاصة في الحالات التي قد تشكل رأي عام