بذور الشيا والكتان: ما بين الصحة والجمال

على مرّ العصور، كان للبذور الصغيرة أهمية بالغة، خصوصًا عند أجدادنا الفلاحين، حيث تُقدّس البذرة لتصبح نبتةً فيما بعد، فتُعطي، وتجود على صاحبها. كانت أهمية البذور تقتصر على الغذاء، ومن ثمّ تطور الأمر ليصل إلى التجارة.

في العصر الحديث، صار يُعتمد على نوعٍ معيّن من البذور لعدة استخدامات، من أبرزها الاستخدامات الصحية التي تنعكس على جمال الوجه والجسد بشكلٍ إيجابيٍ وبارز. من أهم هذه البذور، بذور الشيا وبذور الكتان، اللاتي صرن يشكلن ثورةً حقيقيةً في عالم الصحة والجمال.

بذور الشيا: نشأتها ونموها

تُستخرج بذور الشيا الصغيرة من نبات القصعين الإسباني، وهو نبات مزهر ضمن عائلة النعناع، ينمو في أمريكا الوسطى، أو من نباتٍ آخر ينمو جنوب غرب الولايات المتحدة والمكسيك، يُدعى القصعين الكولومبي. تُعرف هذه البذور أيضًا بالبذور المحبة للماء، وهي سوداء وبيضاء صغيرة، تُحاط بغشاء شفاف، وتأخذ الشكل البيضاوي الصغير. تحتوي بذور الشيا الصغيرة على المياه والألياف والبروتين والدهون، كما أنها تشكل مصدرًا غنيًا لفيتامينات بي، الثيامين والنياسين، ونسبة جيدة من حمض الفوليك، ولا ننسى معادنها الغذائية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والفسفور والحديد والمنغنيز.

الطريقة الأفضل لتناول بذور الشيا

يُفضل نقع بذور الشيا في الماء الدافئ لمدة ساعة، ثم تناولها على معدة فارغة، مما يساعد على عملية الهضم ويزود الجسم بالفيتامينات التي تساهم في تحسين عملية الهضم ومساعدة الجهاز العصبي في تنظيم أوامر الاستجابة العصبية للأعضاء. كما أنّه يقلل من الإمساك والانتفاخ والتشنج، وله أهمية في تفادي مرض السرطان، حيث يقوم بالتخلص من الجذور الحرة، عن طريق مضاعفة مضادات الأكسدة. أفاد الأطباء بأن بذور الشيا لا تخفف الوزن أو تقلله، لكنها تقوم بالعديد من المهام التي تؤدي إلى تقليل الوزن إذا تم تناولها ضمن نظام صحي معين، لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف التي تجعل الشخص يشعر بالشبع سريعًا ولمدة طويلة.

من الآثار السلبية لبذور الشيا

تحتوي بذور الشيا على نسبة عالية جدًا من البروتينات، مما قد يؤدي إلى أعراض جانبية تؤثر على عمل الكلى، حيث تقوم نتيجة سرعة الهضم بتخزين كمية من الفضلات في الكلى، مما يؤدي إلى الإصابة بفشل كلوي. علاوةً على ذلك، فهي تزيد من ضغط الدم لدى الحوامل، والإفراط في تناولها يمكن أن يسبب إسهالًا، مما يؤدي إلى جفاف.

بذور الكتّان: نشأتها ونموها

تعتبر بذور الكتان من البذور الملتوية، وتعرف أيضًا بالملج والزير والمومة، وهي نبات زيتي ينتمي إلى الفصيلة الكتانية، يمتد موطنه الأصلي من البحر المتوسط إلى الهند. يُستخدم من نبات الكتان زيتها وبذورها، ويصل ارتفاع نبات الكتان إلى حوالي متر وله ساق نحيلة وأوراق، وتتميز زهوره باللون الأزرق، أما البذور فلونها بني. يُزرع الكتان في شرق البحر المتوسط إلى الهند، وكذلك في أوروبا. يقول بعض الخبراء والعطارين إن أول بلاد تم فيها تداول استخدام بذور الكتان هي منطقة الهلال الخصيب.

اكتشف المزيد من المعلومات المثيرة!

طريقة إدخال بذور الكتان إلى أنظمتنا الغذائية

من أكثر الطرق رواجًا في بعض المطاعم الأوروبية الحديثة، خصوصًا في مطاعم الوجبات السريعة، هي طحن بذور الكتان وإضافتها إلى الخردل والمايونيز، أو إضافتها للشطائر. كما يُفضل البعض إضافتها دون طحنها على حبوب الإفطار بجانب الحليب، أو إضافتها إلى اللبن الرائب أو الزبادي. علاوةً على ذلك، تُضاف إلى البسكويت المخبوز والكعك والفطائر.

تعد بذور الكتان مصدرًا غنيًا بالألياف، لذا يُمكن إضافتها إلى الماء مثل بذور الشيا، لكن يجب استشارة طبيب مختص إذا كان الشخص يأخذ أدوية معينة.

فوائد بذور الكتان للشعر

نظرًا لاحتواء بذور الكتان على الكثير من الألياف والمنغنيز والبروتينات وفيتامين B1 وفيتامين E، فإنها تساعد على نمو الشعر بشكل صحي، والحصول على نضارة مفيدة دائمة للشعر. تساعد بذور الكتان في منع تليف الشعر وترطيب الشعر، وتقليل تساقطه وتجاعيده، كما أنها تحافظ على فروة الرأس خالية من القشرة.

البذور بين صغر الحجم وعظمة التأثير

في عالم الموضة والجمال، صارت جُلّ الأمور تُستغل لتوظيفها في هذا المجال، لتخدم رغبات الصيحات الدارجة في العالم. مما لا شك فيه أن الموضوع وإن بدأ ببذور الشيا والكتان، فإنه لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيتطور ليصل إلى أمور أقدم وأعمق من ذلك.

المصادر والمراجع:

The Top 9 Health Benefits of Flaxseed

What are the benefits and nutritional value of chia seeds?

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد