المدن الذكية: رؤية جديدة للمستقبل
دائمًا تسعى التكنولوجيا لتخفيف العبء والجهد عن البشر، ولذلك كانت هناك دائمًا أحلام بدمج الخدمات الذكية داخل المنزل وخارجه، وهذا ما تحققه المدن الذكية. فما هي المدن الذكية؟
تعريف المدن الذكية
هي مناطق حضرية ذات كثافة إنشاءات بشرية مرتفعة وبنية تحتية متطورة، تستخدم التكنولوجيا والرقمنة لتحسين جودة الحياة وتحقيق الاستدامة. ويطلق على هذا المصطلح في المدن والقرى، وليس على البلدات الصغيرة المفصولة.
قد يصبح الانتقال إلى مدينة ذكية ضرورة ملحة مستقبلاً. فما هي إيجابيات وسلبيات المدن الذكية؟
إيجابيات المدن الذكية
- تحسين جودة المعيشة: تعمل على تحسين جودة المعيشة لساكنيها، إذ توفر خدمات رقمية وتعتمد على الطاقة النظيفة داخل المدينة الذكية، مما يؤدي إلى تحسين الجودة المعيشية بطرق تصب في صالح السكان.
- تطوير الخدمات والنشاطات: تُعزز المدينة الذكية تطوير الخدمات والنشاطات من خلال أتمتة المجالات المختلفة مثل التعليم، والصناعة، والزراعة. تخيل أن هذه المجالات تستغني عن الطرق التقليدية التي نسبة نجاحها متدنية.
- دمج الخدمات في شبكة رقمية: تُسهِّل المدن الذكية وصول السكان للمعلومات المختلفة عن المشاريع المتاحة أو الخدمات داخل المدينة.
- التطبيقات الذكية: كل شيء في المدينة لديه تطبيق للتعامل معه، مثل طلب الطعام أو حجز الأماكن… الخ. يندرج هذا تحت أتمتة ورقمنة جميع الخدمات في المدينة الذكية.
فوائد المدن الذكية: تُلخص فوائدها في:
- تحسين جودة الحياة.
- زيادة الأمان والحماية.
- توفير الوقت والجهد.
- تحسين استدامة المدينة.
سلبيات المدن الذكية
1. تقليل الخدمات البشرية: تقلل من الخدمات البشرية، أي أنها تستغني عن الموارد البشرية التي تقوم التقنيات المؤتمتة بمهماتها، مما يؤدي إلى تقليل الوظائف للبشر ورفع مستوى البطالة.
2. تهديدات أمنية: تتعرض المدن الذكية إلى تهديدات أمنية وهجمات سيبرانية. فهي لا تقارن بالمنازل الذكية التي تعمل على أجهزة مؤمنة، بل تحتاج لبنية تحتية كبيرة جدًا لحمايتها. عدم تطوير نظام الحماية قد يؤدي إلى هجوم سيبراني على الخدمات الرقمية للمدينة وتعطيلها، مما قد ينتهي بكوارث فعلية.
3. تكاليف مرتفعة: تعتبر تكلفة بناء المدن الذكية مرتفعة جدًا، حيث يوجد الكثير من النماذج لتطبيقها على الواقع.
كيف تتحول المدينة إلى مدينة ذكية؟
- التخطيط الجيد: البدء بتحليل الوضع الحالي للمدينة وتحديد الأولويات والمجالات التي يجب تحسينها، ومن ثم وضع خطة شاملة لتطوير المدينة بشكل ذكي وفعّال.
- تحديث البنية التحتية: يجب تحديث البنية التحتية للمدينة، بدعم تقني وتطبيقات ذكية مثل شبكات الاتصال والكهرباء والماء… الخ.
- تطبيقات الهواتف الذكية: استخدام تطبيقات الهواتف الذكية يحسن من الخدمات المتعلقة بشتى المجالات مثل التعليم، والنقل، والصحة، وغيرها. كما تساعد في تحسين التفاعل بين السكان والخدمات المتوفرة.
- التعليم والتدريب: توفير الدعم الفني للعاملين والمتعاملين مع التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية.
- المشاركة المجتمعية: تشجيع المشاركة المجتمعية في تحويل المدينة إلى مدينة ذكية عبر توفير منصات تفاعلية ومنتديات للحوار بين ساكنيها.
التقنيات المستخدمة في بناء المدن الذكية
تُبنى المدن الذكية وفق تقنيات حديثة، وتتبع بعض التقنيات مثل:
- الإنترنت العصري والشبكات الذكية: تتيح التواصل بين السكان والمؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة.
- الأجهزة الذكية: كل ما هو حديث من أجهزة مثل الأجهزة المحمولة والحواسيب اللوحية… الخ.
- الخدمات السحابية: تسمح الحسابات السحابية بتخزين البيانات ومشاركتها بين الأجهزة.
- الذكاء الاصطناعي: يمكن استخدامه لتحليل البيانات وتوفير الحلول المبتكرة.
تصنيف المدن الذكية عالميًا وعربيًا
تصنف مدينة زيورخ الأولى عالميًا، بينما تأتي أبو ظبي على المستوى الأول عربيًا. حرصت مدينة زيورخ السويسرية على صدارة مؤشر المدن الذكية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية “آي إم دي ورلد” لخمس عقود متتالية، بالتعاون مع المنظمة العالمية للمدن الذكية المستمرة التي يقع مقرها في سيول.
يركز المؤشر الذي يقدمه “آي إم دي” على التوازن بين الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية للمدن الذكية من جهة، والأبعاد الإنسانية مثل جودة الحياة والبيئة والشمولية من جهة أخرى. يعتمد المؤشر على البيانات التي يحللها الباحثون، واستطلاعات الرأي لـ 120 شخصًا مقيمًا في المدينة.
صنف المؤشر 142 مدينة ذكية حول العالم، وكانت 7 مدن أوروبية هي الأفضل بين أول 10 مراتب، بينما تغيبت مدن أمريكا الشمالية عن المراكز العشرين الأولى، وذلك للمرة الأولى منذ بدء تصنيف المؤشر لعام 2019. حصلت نيويورك على المركز الرابع والثلاثين على مستوى العالم، إذ تُعد المدينة الأولى بين المدن الأمريكية في تصنيف هذا العام.
ترتيب المدن الذكية حول العالم لعام 2024
الترتيب: المدينة – الدولة
- زيورخ – سويسرا
- أوسلو – النرويج
- كانبيرا – أستراليا
- جنيف – سويسرا
- سنغافورة – سنغافورة
- كوبنهاجن – الدنمارك
- لوزان – سويسرا
- لندن – المملكة المتحدة
- هلسنكي – فنلندا
- أبو ظبي – الإمارات
صُنفت أبو ظبي على المستوى العاشر عالميًا، تليها دبي في المركز الثاني عشر، والرياض في المرتبة الخامسة والعشرين.
حققت المدن تطورًا جيدًا في تصنيف المبادرات التي تعمل على تحسين جودة الحياة للمواطنين بشكل عام، وتطوير المساحات الخضراء وتوسيع فرص الفعاليات الثقافية والترابط الاجتماعي بشكل خاص.
كم من السهل أن تجد نفسك في مدينة ذكية حديثة؟ حقًا، العالم قرية صغيرة.
المراجع
زيورخ تتصدر تصنيف المدن الذكية حول العالم .. وأبوظبي الأولى عربيًا