القمر العملاق: بين أساطير الحكايات وكلام العلماء
القمر العملاق، وكما يُدعى أيضًا الحضيض القمري، وهي الحالة والظاهرة التي تنشأ من تزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة في الأرض، مع مداره الإهليجي، ينتج من ذلك أكبر حجم مرئي للقمر يمكن رؤيته من مراكز ونقاط الأرض. القمر العملاق ليس الاسم العلميّ لهذه الظاهرة، وإنّما هو اسمُ التنجيم الحديث، أما عن المصطلح العلميّ فيطلق عليه الاقتران القمري لنظام الأرض.
هل تعد هذه الظاهرة سبب في نشوء الكوارث؟
ارتباط القمر بالمدّ والجزر الأرضي أمرٌ أدّى إلى نشوء مخاوف من ارتباط هذه الظاهرة بحدوث كوراث كونية، مثل: الزلازل والبراكين، ولكن حتّى اللحظة لا يوجد دليل علمي على ذلك. كما أنّه لا يجب التغاضي عن الظاهرة النظيرة لذلك، وهي القمر المصغّر، أو الأوج القمريّ، لكنها ليست رائجة كما ظاهرة القمر العملاق.
التسمية وأصلها
يعود أصل التّسمية إلى المنجم ريتشارد نولل في عام 1979 .
متى تحدث ظاهرة القمر العملاق في عام 2024 حسب أرصاد السعودية.
في نفس السّياق، كشفت الجمعية الفلكية بجدّة في أحد تقاريرها أنّ البدر في شهر صَفْر يكتمل في سماء العرب في 19 آب 2024، بذلك يتشكّل القمر العملاق الأول لهذا العام، ويرجح مركز الأرصاد أن يكون القمر العملاق أكثر لمعانًا لأنه سوف يكون أقرب إلى الأرض.
القمر العملاق وآراء العلم بذلك
يمتدّ تأثير القمر العملاق إلى جوانب عديدة في حياتنا، حيث لا يخلُ الأمر من تكهنات الأجداد و ردود العلماء حولها، لكنه من الشائع جدًا، ظهور عدة جوانب بشكل فعليّ أثّرت بها الظاهرة كما يزعم البعض.
أحد هذه الجوانب الرئيسة هي التأثير على المدّ والجزر، حيث عندما يكون القمر قريبًا جدًا من الأرض يكون له تأثير مباشر على ظاهرة المد والجزر، بحيث يكون ارتفاع المدّ أعلى من المعتاد، ويكون انخفاض الجزر أقل. يؤثر هذا التغيير بشكلٍ مباشر على الحياة البريّة والحياة المائية والسّاحلية والبحرية التي تعتمد على ظاهرة المد والجزر بشكلٍ أساسي، هذا الأمر توافق بين الأساطير وأقوال العلم.
هل لهذه الظاهرة تأثير على حياة الحيوانات وسلوكياتها؟
كما أنّ البعض يقول ويعتقد أنّ هذه الظاهرة ثؤثر على الحياة البرية وحياة الحيوانات وسلوكها، حيث يرجحون أنّ الحيوانات تعتمد على ضوء القمر في التناسل والتنقل والمبيت، حيث يقول البعض أنّ تغير إضاءة وقرب القمر ولو لليلةٍ واحدة يؤثر سلبًا على تكاثر الحيوانات وعمليات الصّيد، مما يؤدي إلى تأثير ملحوظ على النظام البيئي، هذا ما لم يتم التثبت منه عند كافة المصادر العلمية.
بالإضافة، إلى أنّ القمر العملاق يمتصّ جزءًا من الإنارة الليلية، ويبتلع قبسًا من الظّلام، ويُوجِد إضاءة طبيعية إضافية.
من المؤكد أنّ هذا الكلام لم يحسمه العلماء بشكلٍ واضح، حيث هنالك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على البيئة، والمنظومة الكونية من عوامل مناخية، وبيئية، والتلوث، والتدخل البشري، حيث يمكن أن يكون تأثير القمر العملاق كبيرًا جدًا وضخمًا، ويمكن أن يكون له تأثير محدود لا يُلاحَظ.
أفضل الأماكن لرؤية القمر العملاق في السعودية
يشير الخبير الفلكي السّعودي عبد الله المسند أنّ أفضل وقت لالتقاط صور مع القمر ستكون عند طلوعه مغربًا، وعند رحيله فجرًا، إذ يكون شكله أبهى، وأجمل، وأوضح، كما أنّه وضّح أنّ أفضل وقت لالتقاط الصور عندما يجتمع مع جبل أو منارة أو شجرة. كما أنّ أفضل التقاط للسماء وهي ممتلئة بالقمر تكون في سماء تبوك، محافظة العلا، والباحة، والجوف، والمنطقة الشّمالية.
أهمية هذه الظاهرة جماليًا
نستطيع القول، أنّ القمر العملاق يُضيف رونقًا بهيًا لمنظومة الكون، كما أنّه يشكل رمزًا جماليًا للترقب والانتظار عندما تزدان السّماء به. حيث تنتظر جميع مراكز الأرصاد الفلكية هذه الظاهرة الفلكية الفريدة من نوعها، حيث تُلهم الناس، وتزيد من تفكرهم ناحية الكون، على الرغم من أنّ تأثيره على العالم والكون يكون قصيرًا ومؤقتًا، إلا أنّهُ يُثير دهشة الناظر.
المصادر والمراجع:
قمر عملاق – ويكيبيديا