الفقر: الأسباب، الآثار، واستراتيجيات الحد منه
يعتبر الفقر أحد الظواهر الاجتماعية السلبية التي ازدادت نسبتها في كثير من المجتمعات. ولا شك أن الفقر كظاهرة اجتماعية له أسباب ومسببات يمكن معالجتها وحلها للقضاء على هذه الظاهرة.
ارتباطًا بما سبق، عرّف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل، أي الفقيرة، بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار أمريكي سنويًا، وأوضح أن عددها 45 دولة، ومعظمها في أفريقيا. فما هي أسباب الفقر، وما هو علاجه؟
أسباب الفقر
لا بد من وجود أسباب للفقر، منها العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية. فمثل هذه الظاهرة لن تحدث من تلقاء نفسها، كما في إفريقيا والسودان والصومال. إليكم بعض الأسباب:
- نقص الوظائف: قلة توفر الوظائف وفرص العمل تعتبر سببًا أساسيًا من أسباب الفقر.
- سوء الإدارة: عدم كفاءة الحكومة ووجود الفساد يؤثران على توزيع الموارد والمهام البشرية بشكل عادل.
- كثرة الصراعات والحروب: تؤدي النزاعات المسلحة إلى تشريد السكان وتدمير البنية التحتية والاقتصادية للبلد.
- تغيير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها يؤثر على الزراعة والإنتاجية، مما يزيد من نسبة الفقر.
- البطالة: تُعتبر أحد العوامل الرئيسية. “يوجد مقال كامل في المجلة عن البطالة”.
- قلة التحصيل العلمي: وانتشار الجهل.
- الكسل والاعتماد على الغير.
ويوجد الكثير من الأسباب الأخرى التي تؤدي بنا إلى الفقر.
آثار الفقر
يعتبر الفقر من أكثر التحديات التي تواجه جميع المجتمعات في كل أنحاء العالم، حيث يتجاوز تأثيره على الجانب الاقتصادي أكثر من تأثيره على باقي الجوانب المتعددة في الحياة. ويؤثر أيضًا على الصحة والتعليم والترفيه.
يمكن تلخيص أثر الفقر على المجتمع بالنقاط التالية:
- انتشار الجهل: وتراجع المستوى التعليمي بسبب ارتفاع نسب التسرب المدرسي في الأسر الفقيرة.
- انتشار الأمراض والأوبئة: نتيجة قلة موارد الفقراء وعدم قدرتهم على تلقي العلاج والاستشارات الطبية.
- انتشار العنف والجريمة: مع لجوء بعض الأفراد إلى تعويض قلة مواردهم بطرق غير مشروعة.
- تراجع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية: بسبب تحويل الموارد المخصصة لهذه التنمية إلى برامج الدعم الاجتماعي ومكافحة الفقر.
كما يسبب الفقر العنف في المجتمع. حين يتفشى الفقر في المجتمع، يتولد العنف في عدة أشكال، منها:
- التعنيف المنزلي: تجاه الأطفال والنساء (الأكثر هشاشة).
- انتشار حالات الجريمة: من سرقة ونهب في المجتمع.
- الاضطرابات السياسية والأمنية: نتيجة بعض الاحتجاجات التخريبية والجرائم.
كيف يؤثر الفقر على التنمية الاقتصادية؟
- تقييد الاستثمارات.
- انخفاض الإنتاجية.
استراتيجية الحد من الفقر في المدى القصير
تأسيسًا على ما سبق، لا بد من وجود جهود لمكافحة الفقر ومبادرات محلية ودولية. ومن هذه الاستراتيجيات:
الأسباب الداخلية:
من أهم الأسباب الداخلية طبيعة المجتمع ونشاطه وتطوره الحضاري والبشري، وعراقته في تنظيم أعماله واستفادته من ثرواته وتنميتها تنمية مستدامة. وثانياً، النظام السياسي والاقتصادي السائد في بلد ما. فالنظام الجائر لا يشعر فيه المواطن بالأمن والاطمئنان إلى عدالة تحميه من الظلم والعسف.
الأسباب الخارجية:
الأسباب الخارجية متعددة، وهي أعقد وأخفى أحيانًا. ومن أهمها الحروب والنزاعات والصراعات الدولية التي تحرم البلدان فرصة التنمية والتطوير. كما أن السيطرة والاستعمار والتدخل في شؤون الدول الفقيرة تؤدي إلى استغلال ونهب ثرواتها.
استراتيجية الحد من الفقر في المدى الطويل
- القناعة والالتزام السياسي والحكومي: بأن التنمية البشرية هي وحدها القادرة على إحداث النمو الاقتصادي.
- تطبيق اللامركزية الكاملة في السلطة واتخاذ القرار: وإعطاء الدور الرئيسي للمشاركة في تحديد أهمية المشاريع لأفراد كل مجتمع محلي من خلال مؤسسات مجتمعية تتمتع بالحرية الديمقراطية.
- تعديل أساليب إدارة الميزانيات الحكومية والإنفاق العام.
دور الحكومات والمنظمات غير الحكومية في الحد من الفقر
كتجمعات أو وكالات خيرية، ولأهمية دور منظمات المجتمع المدني العالمية في مجال مكافحة الفقر، قامت المنظمات العالمية بمساندتها، وذلك بتمويل برامجها ومشاريعها التي من شأنها أن تحدّ من مشكلة الفقر.
الحلول والوسائل للتصدي لظاهرة الفقر
- التركيز على بناء المؤسسات.
- الرخاء وجودة مؤسسات الدولة أمران يتحققان عادة بشكل متوازٍ.
- مساعدة البلدان المعنية على تعبئة الموارد اللازمة لتقديم الخدمات.
- تعزيز التعليم وتحسين جودته وسهولة الوصول إليه.
- دعم المشاريع الصغيرة وتقديم حوافز للشركات سواء من القطاع الخاص أو العام.
المصادر:
