العلاج الوظيفي: تحسين صحة ونمو الأطفال ذوي الإعاقات
العلاج الوظيفي: هو العلاج الذي يختص غالبًا بالأطفال، أولئك الذين يفقدون جزءًا كبيرًا من حياتهم بسبب خلل في الاستجابة المناعية، أو ردات الفعل البطيئة، أو فقدان القدرة على التكلم والحركة، أو خلل بالحواس، أو ضعف في الهيكل الخارجي الدعامي للجسم، بالإضافة إلى مشاكل في الإشارات العصبية، الأمر الذي يجعل قدرة الدماغ على تنفيذ الأوامر محدودة.
الحالات التي تستلزم علاجًا وظيفيًا:
- اضطراب طيف التوحد: تظهر أعراض التوحد على الأطفال في سن مبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين، أو عدم الاستجابة لاسمهم، وقد يقومون بأنشطة من الممكن أن تسبب لهم الأذى، مثل العض أو ضرب الرأس. من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطٌ فريد من السلوك ومستوى الخطورة، الأمر الذي يُلزم الرعاية الصحية المناسبة، والتي تتباين من حالة إلى أخرى.
- متلازمة داون: أو التثالث الصبغي الجيني، وهي طفرة تحدث بسبب خلل انقسام الكرموسوم الجسمي 21. تعاني بعض الحالات من أمراض خطيرة في القلب، تكون هذه الأمراض على شكل تشوهات، وقد يكون البعض أصحّاء دون مشاكل، بالإضافة إلى سمات جسمية مميزة، مثل الرقبة القصيرة، واللسان البارز، والجفن المبطن. يهتم الأطباء بالتنويه إلى أن الأطفال المصابين بمتلازمة داون يعانون من تأخر في اللغة وضعف إدراكي.
- الشلل الدماغي: يتم تعريفه بأنه مجموعة من الحالات المرضية المتعددة التي تؤثر على الحركة ووضعية الجسم. يؤدي إلى اختلال في توازن عضلات العين، وفي بعض الحالات، يمكن أن يقل نطاق حركة المفاصل بسبب تيبس العضلات. كما تحدث العديد من الأعراض، أبرزها: تصلُّب العضلات مصحوبًا بأفعال منعكسة منتظمة، ويُطلق على هذه الحالة التيبُّس، وضعف الاتزان والتناسق العضلي، وتُسمى هذه الحالة بالرنح، وحركات إرتعاشية خارجة عن السيطرة تُعرف بالرُعاش.
- تأخر النمو: وهو غالبًا مرض وراثي يؤدي إلى تأخر النمو، كما ويترك آثارًا صحيّة جسيمة، مثل صعوبة في التركيز والتذكر، وصعوبة في المهارات الاجتماعية، والتأخر في الكلام، ومشاكل في فهم الآخرين وتعليمات الأهل.
أشكال العلاج الوظيفي في حياة الأطفال:
وظيفيًا:
يهتم برنامج العلاج الوظيفي بتعزيز البرامج الصحية في المدارس، وذلك من أجل منع البدانة في مرحلة الطفولة. كما يهتم بتعزيز المهارات الوظيفية والإدراكية عند الأطفال ذوي الإعاقات التطورية. علاوةً على ذلك، فهو يلبي الاحتياجات النفسية والاجتماعية، ويعلّم استراتيجيات التعامل الفعالة.
الصحة والرفاهية:
بعد القيام بالعديد من الدراسات، بدأت الصلة بين المجال الوظيفي والرفاهية الشخصية تظهر بشكل بارز، مما يؤدي إلى ضمان صحة عقلية سليمة. يؤدي ربط الأداء الوظيفي بالصحة العقلية إلى عدة أمور، من أبرزها: الوقاية من الأمراض الخطرة، والأمراض الثانوية المُزمنة، وتعزيز العوامل التي تؤثر على جودة الحياة، وتعزيز الممارسات الصحية المعيشية والمشاركة الاجتماعية والعدالة الوظيفية.
الصحة النفسية:
تُعتبر الأمراض العقلية والنفسية واحدة من أكثر الأمراض نموًا، الأمر الذي أدى إلى الاعتراف بالصحة العقلية وحركة العلاج الأخلاقي من قبل منظمة الصحة العالمية. إذ يساعد أخصائيو العلاج الوظيفي الأشخاص المصابين بالأمراض العقلية على تخطي العديد من مراحل المرض، عن طريق الكثير من الأمور، منها: جدولة الالتزامات، والتوظيف، والتعليم، والانخراط والمشاركة بالمجتمع، وتعليم مهارات الرعاية والنظافة الشخصية.
الفرق بين المعالج الوظيفي والمعالج الطبيعي:
الأمر المشترك بين أخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي العلاج الوظيفي هو الهدف من عملية العلاج، لكن طريقة الوصول إلى النتيجة النهائية هي التي تختلف بين القسمين. إذ يهتم المعالج الوظيفي بالأنشطة العلاجية المُعدلة، وهي أنشطة تجمع بين الحواس الإدراكية والمهارات الحركية والقوى العقلية، ذلك كله في آن واحد. أما المعالج الطبيعي، فيستخدم الحركات اليدوية التلقائية، ويلجأ للعلاج بالماء، وشحنات الكهرباء، وتكون غالبية الحالات من الأشخاص الذين يعانون من اختلالات في عمل العظام أو الجهاز الهيكلي بشكل عام.