الزواج المبكر: آثاره وأسبابه وحلول للحد منه

أثبتت دراسات حول الزواج المبكر أو ما يسمى زواج القاصرات أو الأطفال أن ظاهرة الزواج المبكر هي ظاهرة موجودة منذ القدم وأن لها جذور تاريخية واجتماعية مرتبطة بقيم المجتمعات وعاداتها وتقاليدها. ومع ذلك، لم يتم الحديث عنها بشكل موسع في الآونة الأخيرة، لما نتج عنها من سلبيات ومشاكل على الصعيد الاجتماعي والنفسي والصحي.

وعُرف الزواج المبكر على أنه الزواج الذي يكون فيه عمر أحد الطرفين أو كليهما دون سن 18 عاماً، أو لم يبلغا سن الرشد المحدد في الدولة. ويُعد الزواج المبكر أحد أنواع الزواج القسري، حيث إن أحد الطرفين أو كليهما لا يملك الحرية الكاملة في الموافقة، أو لا يُظهر موافقةً صريحةً على الزواج، حيث إنّه لا يمتلك القدرة على تحديد الشريك المناسب له.

أسباب/ تداعيات الزواج المبكر

تتعدد أسباب الزواج المبكر، ومنها عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية. إليكم شرح تفصيلي عن كلٍ منها:

تعقيبًا على ما سبق، فقد صرحت الأبحاث أن أكثر العوامل المسببة للزواج المبكر هي العوامل الاقتصادية والاجتماعية، وأنها تلعب دورًا مهمًا في ظاهرة الزواج المبكر، لكن يمكن اعتبار الأسباب الاجتماعية أكثر تأثيرًا في بعض السياقات. إليك توضيح:

الأسباب الاجتماعية والثقافية

  1. العادات والتقاليد: الزواج في سن مبكر أحد موروثات التراث الثقافي للمجتمعات الريفية على الخصوص.
  2. ضغط من العائلة: يعتبر بعض الأهالي أن الزواج في سن مبكر تحديدًا للفتاة أفضل من تعليمها.
  3. قلة الوعي: قلة الوعي حول مخاطر وسلبيات الزواج في سن مبكر وتأثيره على مر الزمن.
  4. الفهم المحدود للتعليم: في بعض المجتمعات، يُنظر للتعليم على أنه ليس ضروريًا للفتيات، ما يعزز فكرة الزواج كخيار رئيسي لا يوجد له بديل.

الأسباب الاقتصادية:

  1. الفقر: بالنسبة لبعض العوائل، إن الزواج المبكر يقلل من الأعباء المالية على الأهل، خاصة عند زواج الفتيات.
  2. توفير المهر: تعتقد الأسر أن زواج الفتيات تحت السن القانوني يمكن أن يخفف من تكاليف المهر أو المساهمات المالية المرتبطة بالزواج في المستقبل.

آثاره على الفتاة

بعد الحديث عن الزواج المبكر وأسبابه التي تعددت سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو غيره، فلا بد من حديثنا عن آثار الزواج المبكر السلبية المؤثرة على الصحة النفسية والجسدية للفتاة.

اكتشف المزيد من المعلومات المثيرة!

1. الآثار السلبية للزواج المبكر على الصحة النفسية والجسدية للفتاة:

  • صعوبة في إقامة علاقة أمومة جيدة بين الطفل والأم.
  • التعب الشديد.
  • نوبات الخوف، والهلع، والقلق.
  • تفكير الأم في إيذاء نفسها أو إيذاء الطفل.
  • عدم الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تُسعد الفتاة سابقًا.

2. تأثيره على التعليم

يمنع الزواج في سن مبكر الفتاة من مواصلة تعليمها، وذلك لأنّ الكثير من المجتمعات ترفض فكرة ذهاب فتاة متزوجة أو خاطبة إلى المدرسة، أو قد يكون الزوج هو الطرف الرافض لحضور زوجته إلى المدرسة. بالإضافة إلى أنّ متطلبات الحياة الزوجية من أعمال منزلية ورعاية الأطفال، أو وجود مضاعفات ناتجة عن الحمل، تُعيق الفتاة من الذهاب إلى المدرسة ومواصلة التعليم.

3. تأثيره على المجتمع

ينتج عن الزواج المبكر عدّة آثار على المجتمع، منها: ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، انتشار العنف الأسري، انتشار الفقر.

حلول للحد من الزواج المبكر

  1. يجب على مؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين عمل حملات توعية بمخاطر الزواج المبكر.
  2. زيادة الوعي والتثقيف.
  3. تحسين الوصول للتعليم.
  4. فرض القوانين والتشريعات التي تمنع قانونيًا الزواج في سن مبكرة.
  5. تقديم الاستشارات الأسرية والحث على أهمية الأسرة.

وفي نهاية هذا المقال، يتضح أن للزواج المبكر أضرار وآثار سلبية على كلا الزوجين تفوق كثيرًا إيجابياته، وأن سلبياته بشكل خاص تكون على الفتيات لما يتعقب ذلك من حرمانهن من ممارسة حق التعليم، مما يؤثر على مستقبلهن سلبًا. لذلك، من الضروري اتخاذ خطوات فعالة للحد من انتشار هذه الظاهرة، عن طريق التوعية وتعزيز الجهات الداعمة للحد من الزواج المبكر.

المصادر

زواج الأطفال

زواج القصر – ويكيبيديا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد