استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم الجنائية
الذكاء الاصطناعي: قطعة الأحجية المفقودة في كافة المجالات، المُهمشة منها والظاهرة، إذ يُصبح بذلك حلقة وصل بين أفلام الخيال والواقع المحصور. من أهم المجالات التي أُدخل إليها الذكاء الاصطناعي هو مجال العلوم الجنائية والطب الشرعي والمراكز الأمنية، التي تختص بمسارح الجريمة على وجه الخصوص، وباقي الجنايات على وجه العموم.
الذكاء الاصطناعي في مداخل العلوم الجنائية
يُقسم العلم الجنائي إلى عدة أفرع رئيسة، تشمل كما يلي:
- علم الجرائم
- علم الجنايات
- علم السموم
- مسرح الجريمة
- علم الأدلة الجنائية
حيث يعد تخصص العلوم الجنائية علمًا متعدد الفروع، بحيث يتتبع مرتكبي الجرائم ويتابع سلوكهم بعدما تُكتشف الجناية الواقعة. الواقع المرير الذي يفرض على عناصر الأمن مواجهة التّفنن بالجرائم الفتّاكة، بطرقٍ أحدث من ارتكابها، الأمر الذي أوجب على أفرع العلوم الجنائية في كافة المراكز الأمنية تحديث خبرات منتسبيها بأن يضيفوا أسسًا للتدريب وفقًا للأنظمة التابعة للذكاء الاصطناعي والأتمتة الحديثة.
أكثر التقنيات رواجًا في مراكز الشرطة:
من أكثر التقنيات الحديثة التي تُدمَج بواقعٍ افتراضيّ يُحاكي بيئة عمل الذكاء الاصطناعي:
- الكاميرات الأمنية والمراقبة: وتشمل كاميرات المراقبة المثبتة في الشوارع والمباني وفي سيارات الشرطة لتوثيق الأدلة والمراقبة المستمرة للمناطق المشبوهة.
- التقنيات الإلكترونية: وتستخدم في تعقب الهواتف المحمولة والرسائل النصية والبريد الإلكتروني لتحديد مواقع المشتبه بهم وجمع الأدلة.
- الأدوات العلمية: وتشمل أدوات التحليل الجيني والبصمات الوراثية والتحاليل المخبرية للمخدرات والمواد الكيميائية الأخرى.
- الأسلحة والتجهيزات: وتشمل الأسلحة النارية والمسدسات الكهربائية والغاز المسيل للدموع والدروع الواقية والأنظمة الليزرية لتحديد المسافات والأهداف.
- التقنيات الحاسوبية: وتشمل برامج معالجة البيانات والمعلومات وبرامج الاتصال والتشفير والشبكات اللاسلكية.
مع ضرورة التأكيد على أنّ التقنية تختلف باختلاف نوع العملية وطبيعة العمل.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب الشرعي
إلى الآن يقوم أساس الطب الشرعي على القياسات المترية البدائية، الأمر الذي جعل من تحديات المجال واقعًا مفروضًا يتوجب حله من شركات الذكاء الاصطناعي، حيث تعاق عمليات البحث الجنائي المعتمد على تقارير الأطباء الشرعيين بسبب تأخر صدور النتائج، الأمر الذي يُعزى إلى بساطة التقنيات المستخدمة داخل مراكز الطب العدلي، مما يترتب عليه تأخرًا في الوصول إلى برٍ يخدم الناحية الأمنية، مثل التأخر في تحديد هوية الأشخاص مجهولي الهوية الذين تعرضوا لحوادث قاسية أخفت معالمهم الحيوية والجينية، مثل البصمة الوراثية أو الميتوكندريا، مما جعل من عظام الجثث المجهولة قضايا متراكمة فشل الطب الشرعي بكافة تقنياته في حلها. لذلك كان لا بدّ من تدخل الذكاء الاصطناعي الذي قام بإنشاء نظام للمقارنة بين قواعد بيانات مخزنة على أنظمة محددة تضم عددًا كبيرًا من صور الأشعة السينية، تقوم بالمقارنة مع مجموعة العظام المتواجدة من الجثث مجهولة الهوية، الأمر الذي حاز على موافقة الأجهزة الأمنية والقضائية، وبذلك تقليل عدد الهويات المُكدّسة.
الروبوت الكاشف عن المخدرات
صارت المخدرات حكاية خطر تُروى بين أروقة الشوارع وأحلام الشباب، بكل أنواعها، إن كانت منثورة على أرصفة الشوارع. انتشرت الظاهرة بطريقة صارت تصعب على جهاز الشرطة القبض عليها، لذلك توجّب الدمج بين الأتمتة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بحيث تم تصميم روبوت وربطه من خلال أكواد برمجية تُوصل مباشرة مع أجهزة الشرطة المحمولة. كما زُوّد الروبوت بأنظمة تحكم وصمامات ومجسات تُحاكي حاسة الشم.
بين الحلم والواقع
أفلام الأكشن التي كانت تعرض صورةً عجيبةً تبعد عن الواقع صارت حاضرًا يتوسد الأرض أمامنا. كم من الممكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي قريبًا من الهيمنة هكذا؟
المصادر والمراجع:
الشرطة الدولية
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة