الذكاء الاصطناعي والجرائم الإلكترونيّة: هل ثمة هناك تهديد؟

إن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، رغم إيجابياته المتزايدة، إلا أن سلبياته التي تؤثر على حياة الإنسان لا يجب غض البصر عنها. الذكاء الاصطناعي والجرائم الإلكترونية مفهومان ارتبطا بخلق أخطر المشاكل التي تهدد الأمن الإلكتروني.

في الآونة الأخيرة، ازدادت المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية، بسبب الطرق العديدة التي يمكن استخدامها من قبل المجرمين في هجماتهم لتحقيق الأرباح.

كيفية استغلال المجرمين لبرامج الذكاء الاصطناعي

في ظل هذا التطور الهائل، تُطرح تساؤلات عن كيفية استغلال المجرمين لبرامج الذكاء الاصطناعي. فالمجرمون اليوم يستغلون الضحايا ويقومون بابتزازهم للحصول على الأموال. هذه البرامج تساعد المجرمين على إنشاء نصوص برمجية، والتلاعب بالصور، مما يبسط عملياتهم ويجعلها أكثر تطورًا وكفاءة للتوسع، مع السماح لهم بالتهرب من الاكتشاف.

يقوم المجرمون بأعمال خبيثة مثل نشر معلومات مضللة، وتعديل الصور بهدف الابتزاز الجنسي، وإنشاء برامج ضارة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو تُظهر أشخاصًا حقيقيين يقولون أشياء غير حقيقية، وهي تقنية تُستخدم لتزييف مقاطع الفيديو وترويج الأخبار الكاذبة.

هل يسهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل الابتزاز الجنسي؟

يسهل تطور الذكاء الاصطناعي عمل المجرمين والمحتالين لابتزاز الضحايا، ومن بينهم الأطفال، بعدة طرق أهمها:

  • التلاعب بالصور البريئة وتحويلها إلى محتوى إباحي “مزيف”.
  • صناعة برامج ضارة وخبيثة.
  • كتابة برامج فدية، حيث يقومون بالاستيلاء على معلومات معينة ويطلبون المال مقابل فك التشفير عنها أو حذفها.

إيجابيات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم الإلكترونية

  • تحليل البيانات والتنبؤ بالهجمات، من خلال تطوير أدوات وتكتيكات جديدة.
  • تحديد واكتشاف التهديدات والوقاية منها.
  • تعزيز التحليل التنبؤي.

شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة تطورات مبهرة جعلت الصور التي تنتجها تبدو شديدة الواقعية، ولاقت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار تساؤلات بشأن سبل كشفها. هناك برامج للتحقق من صحة الصور الفوتوغرافية وتمييزها عن الصور المزيفة أو المعدلة.

على الرغم من وجود أدوات عدة لكشف حقيقة هذه الصور وأخرى قيد التطوير، إلا أن النتائج التي تقدمها ليست دائمًا حاسمة، وقد تعطي نتائج غير دقيقة.

من يتحمل المسؤولية في جرائم الذكاء الاصطناعي؟

بالنظر إلى المخاطر الناتجة عن الاستخدام السلبي للأدوات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، والتي تشمل الجرائم الإلكترونية، تناول الباحثون القانونيون هذه القضايا بشكل كبير. ومع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، أصبحت هذه الجرائم تطرح تحديات قانونية تتعلق بالمسؤولية الجنائية، وتتطلب تطوير إطار قانوني لمعالجة القضايا المعقدة التي تنشأ عن استخدام الذكاء الاصطناعي، وما قد يتسبب به من أضرار للأشخاص أو المؤسسات أو حتى الدول.

تتمثل الإشكالات الرئيسية في تحديد المسؤولية الجنائية عند ارتكاب الأنظمة الذكية أفعالًا قد تعتبر جرائم. فالسؤال الأساسي هو: كيف يمكن تطبيق القوانين الحالية على هذه الحالات؟ هل يكون المسؤول هو المبرمج الذي أنشأ النظام؟ أم الشركة التي تمتلك التكنولوجيا؟ أم المستخدم الذي استفاد منها؟

في بعض الحالات، قد يكون المبرمجون أو الشركات المطورة للأنظمة الذكية مسؤولين جنائيًا إذا ثبت أن البرنامج تم تصميمه بنية ارتكاب جريمة، أو إذا احتوى على ثغرات أمنية تُسهِّل استخدامه في أنشطة غير قانونية. كما يمكن أن تشمل المسؤولية إهمالًا في تصميم النظام، أو عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع استخدامه في الجرائم.

لكن غالبًا ما يكون المستخدمون النهائيون هم من يتحملون المسؤولية الجنائية عند استخدام الأنظمة الذكية لارتكاب جرائم. فإذا استخدم شخص ما هذه التقنيات بشكل غير قانوني، مثل اختراق الأنظمة الإلكترونية أو تنفيذ عمليات احتيال، فإنه يتحمل المسؤولية الجنائية عن أفعاله.

كيف يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم الإلكترونية؟

  • الكشف الآلي: يمكن أن يساعد في تحديد التهديدات بسرعة والعثور على الروابط بين المخاطر المحتملة.
  • مراقبة وتحليل أفضل.
  • المصادقة الآمنة.
  • الأمن السيبراني الخالي من الأخطاء.

لتجنب الاستغلال والجوانب السلبية للذكاء الاصطناعي، يجب اتباع خطوات مكافحة الجرائم الإلكترونية، والاستخدام الآمن لهذه التقنيات.

المصادر:

من يتحمل المسؤولية في جرائم الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي والجرائم الإلكترونية.. يزيد التهديدات ويعزز الأمن السيبراني

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد