تعزيز الترابط الأسري في العصر الحديث وعلاقته بالصحة النفسية
الترابط الأسري هو العامل المساهم في تكوين شخصية مستقرة لديها القدرة على المشاركة في الحياة المجتمعية. يتميز الترابط الأسري بالقوة والألفة وإحساس الفرد بأن لديه كيانًا للمساعدة والدعم الدائم، وبالتالي تكوين صحة نفسية سليمة وبعيدة عن الاضطرابات النفسية.
أهمية وجود الأسرة وتأثيرها على الفرد
لا شك أن للأسرة أثر كبير في حياة الفرد منا، حيث إنها المكان الذي يخرج منه الفرد لمواجهة العالم. فلا بد من وجود أهمية وأثر في نفس كل منا. تعتبر الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري؛ إذا صلحت، صلح المجتمع كله، وإذا فسدت، فسد المجتمع كله. في كنفها يتعلم الإنسان أفضل أخلاقه. تتوحد الأسرة بأبنائها في ظل المقومات الربانية من سكن القلب واطمئنان النفس وراحة الضمير، وحيث تضفي على أبنائها خصائصها ووظيفتها.
بعض التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث
- قلة الترابط الأسري عند البعض.
- عدم فهم المعنى الحقيقي لكلمة “أسرة” وأهمية وجودها في الحياة.
طرق تعزيز الترابط الأسري
تأثير التكنولوجيا على الترابط الأسري
لا شك أن التكنولوجيا أحدثت ثورة كبيرة في حياتنا اليومية، ومن أبرز مجالات تأثيرها هو الأسرة. فقد غيرت الوسائل التكنولوجية من كيفية تواصل الأفراد مع بعضهم البعض، حيث أصبح العالم قرية صغيرة. وأصبحت الأسرة تجتمع على التكنولوجيا لتبادل الأحاديث والأخبار والثقافات المختلفة كأنهم في غرفة واحدة في أحد أرجاء المنزل.
كيف أثرت التكنولوجيا على الترابط الأسري بشكل إيجابي؟
- تحسين التواصل: ساهمت التكنولوجيا في تعزيز التواصل بين أفراد العائلة الذين يبعدون عن بعضهم البعض. عن طريق التطبيقات الحديثة أو المكالمات المرئية “Video call”، يمكن لأفراد الأسرة أن يبقوا على تواصل بغض النظر عن المسافات بينهم.
- المشاركة في الأنشطة: حين تجتمع أفراد الأسرة لمشاركة الأنشطة العائلية مثل مشاهدة الأفلام أو الألعاب الإلكترونية، تعزز من الترابط الأسري من خلال تفاعل العائلة وقضاء وقت أكثر معًا.
كيف أثرت التكنولوجيا سلبًا على الترابط الأسري؟
التكنولوجيا سلاح ذو حدين. إن أحسنت استخدامها، فستعزز الترابط الأسري وتدعمه، والعكس صحيح.
- تأثير على الوقت المشترك: على الرغم من الفوائد، فإن التكنولوجيا قد تؤدي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة معًا. قد يقضي الأفراد وقتهم منعزلين عن بعضهم أمام الشاشات، مما ينعكس سلبًا على العلاقات الأسرية. ويزداد التحدي عندما تنشأ مشاعر العزلة حتى في وجود أفراد الأسرة.
- فقدان اللحظات المشتركة: قد يؤدي الانشغال بالأجهزة الإلكترونية إلى حرمان الأسرة من اللحظات السعيدة والعفوية التي تُخلد في ذاكرة الفرد.
الأنشطة المشتركة
كيف تعزز الأنشطة المشتركة الترابط الأسري؟
القيام بالأنشطة المشتركة بين أفراد العائلة يدعم الترابط الأسري بشكل كبير، ويساهم في بناء علاقات أسرية قوية ومستدامة.
- تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة.
- خلق الذكريات فيما بينهم.
- تعزيز التعاون.
- تخفيف الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الفرد عند خروجه من منزله.
- تعزيز القيم الأسرية.
- شعور الفرد بالانتماء والامتنان وتقوية الروابط العاطفية.
الدعم النفسي والعاطفي
يعتبر الدعم النفسي والعاطفي عنصرًا أساسيًا في تعزيز الروابط الأسرية، حيث إن العائلة هي الداعم الأول لطفلهم. ويساهم الدعم النفسي في تحسين الصحة النفسية لأفراد الأسرة. فحين يشعر الأفراد أنهم مدعومون نفسيًا، فهذا يقلل من الاكتئاب وقلة الثقة بالنفس، ويشعرهم دائمًا بالراحة النفسية والأمان. فالمحاط بأحبته آمِن.
تخصيص وقت للعائلة
يتم ذلك من خلال تناول الوجبات وقضاء العطلات وأوقات الفراغ معًا، وغيرها من المواقف التي تدعم أواصر المحبة بين أفراد الأسرة. فالأسرة السعيدة تسودها علاقات مباشرة ومستمرة وتتضمن شعورًا قويًا بالانتماء والارتباط الجماعي.
تلخيص لما سبق
طرق تعزيز الروابط الأسرية في العصر الحديث:
- التواصل الفعّال
- الأنشطة المشتركة
- استخدام التكنولوجيا بحكمة
- تخصيص وقت للعائلة
استراتيجيات الحفاظ على الترابط الأسري:
- يجب على الأبوين توفير كل ما يساعد على تشجيع الأبناء على التواجد في المنزل والاستمتاع مع ذويهم.
- الحفاظ على التجمعات العائلية لما لها من دور كبير وفعّال في تحقيق التماسك والترابط الأسري.
- يجب على كل من الأب والأم أن يخططوا بشكل أسبوعي للذهاب مع أبنائهم إلى نزهات خارج حدود المنزل والقيام بمختلف النشاطات، وذلك ليبتعدوا قليلاً عن الملل من أجواء المنزل والجلوس المطول أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر.
- يجب على الآباء أن يحرصوا على توجيه النصائح الإيجابية وبشكل دائم لأبنائهم.
- تخصيص وقت فردي لكل فرد من أفراد الأسرة لتعزيز الروابط الشخصية.
- تشجيع أفراد الأسرة على التعبير عن مشاعرهم لبعضهم البعض وعدم خجلهم من قول الكلام الجميل والمحبب المعزز للروابط العاطفية.
المصادر:
7 نصائح مهمة تساعد على تحقيق التماسك الأسري
تربية الأبناء في عصر التكنولوجيا .. استراتيجيات لتعزيز الترابط الأسري