البطالة أسبابها وأثرها على المجتمع والحلول الممكنة
إذا نظرت إلى الشارع العام، ستجد البطالة متناثرة في كل مكان مهما كانت وجهتك. تتجلى البطالة بوضوح في أوجه الحياة اليومية، حيث تؤثر على الفرد والمجتمع بشكل ملحوظ. تمثل البطالة تحديًا اقتصاديًا يثير الكثير من التساؤلات حول أسبابها وحلولها.
في بداية الأمر، إن البطالة هي ظاهرة اقتصادية بدأت تظهر بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة، إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية. وفقًا لمنظمة العمل الدولية، فإن العاطل هو كل شخص قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ولكن دون جدوى.
وتعرف أيضًا بأنها التوقف الإجباري لجزء من القوة العاملة برغم قدرة ورغبة هذه القوة العاملة في العمل والإنتاج.
ما هي القوة العاملة؟
تعرف القوة العاملة بأنها التعداد الإجمالي لكافة الأشخاص القادرين على العمل والإنتاج.
معدل البطالة
أما عن معدل البطالة، فلا يمكن إحصاؤه بدقة حيث إنه يتغير من حينٍ لآخر. فهو نسبة عدد الأفراد العاطلين إلى القوة العاملة الكلية، وهو معدل يصعب حسابه بدقة. وتختلف نسبة العاطلين حسب الوسط (حضري أو قروي) وحسب الجنس والسن ونوع التعليم والمستوى الدراسي. ويمكن حسابها كما يلي: معدل البطالة = (عدد العاطلين مقسومًا على عدد القوة العاملة) مضروبًا في مائة.
معدل مشاركة القوة العاملة = (قوة العمالة مقسومة على النسبة الفاعلة) مضروبًا في مائة.
أنواع البطالة
وفي حديثنا عن البطالة، لا بد من وجود أنواع لها. إليكم بعضًا منها:
- الدورية (البنيوية): وهي التي تنشأ نتيجة للدورات التجارية المعروفة في النشاط الاقتصادي المتكامل.
- السلوكية: وهي البطالة الناجمة عن إحجام ورفض القوة العاملة عن المشاركة في العملية الإنتاجية والانخراط في وظائف معينة بسبب النظرة الاجتماعية لهذه الوظائف.
- الموسمية: هي التي تتعلق ببعض الأنشطة التي تتطلب عمالة في فترات معينة من السنة، مثل الزراعة والحصاد.
- الهيكلية: هي نوع من أنواع البطالة التي تظهر نتيجة حدوث تغيّرات في الحالة الاقتصادية.
- المستوردة: وهي البطالة التي تواجه جزءًا من القوة العاملة المحلية في قطاع معين بسبب انفراد أو إحلال العمالة غير المحلية في هذا القطاع.
أسباب البطالة
- الانفجار السكاني: حين يصبح عدد سكان المنطقة مرتفعًا، يصعب على الدولة توفير فرص عمل للجميع، مما يؤدي إلى البطالة في المجتمع.
- النمو البطيء للنشاط الاقتصادي: تفشل العديد من الاقتصادات في خلق وظائف ملائمة للأجيال الشابة، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الوظيفي وزيادة البطالة بين الشباب.
- قلة الوظائف: كثرة الخريجين وعدم وجود فرص عمل كافية تخلق بطالة في المجتمع.
- انتشار الحروب: حين تنتشر الحروب في البلاد، ينهار اقتصاد الدولة تلقائيًا، مما يؤدي إلى شح في فرص العمل.
كثرة العمالة الوافدة. - زيادة عدد الشباب الراغبين في العمل.
الآثار
للبطالة آثار كثيرة، ويمكن أن تكون على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو التنموي.
على المجتمع:
- زيادة الفقر: لا شك أن البطالة تزيد من معدل الفقر في المجتمع.
- الهجرة: يلجأ العديد من الشباب في وقتنا الحالي إلى الهجرة لتحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخلهم.
- الضغوط النفسية: قد تؤدي البطالة إلى القلق والاكتئاب لصاحبها.
- الزيادة الكبيرة في معدلات الجرائم، كجرائم السرقة والسطو، إضافة إلى استخدام العنف، نظراً للشعور بعدم القبول في المجتمع.
آثار البطالة على الفرد:
- زيادة الاكتئاب والأمراض الصحية.
- الخسارة الكبيرة في الدخل.
- فقدان المهارات.
- فقدان الأصدقاء.
- فقدان الثقة بالنفس وانعدام احترام الذات.
- صعوبة الحصول على وظائف نظرًا لفقدان المهارات.
- تلافي أرباب العمل لتشغيلهم بسبب فقدانهم لمهارات العمل.
الحلول الممكنة
لا بد من وجود حلول يسلكها الفرد والمجتمع للتقليل من حدة البطالة، منها:
- توفير الدولة فرص العمل لفئة الشباب، والاهتمام بهم وتحفيزهم على العمل واكتشاف الذات.
- أولوية العمل لأبناء الدولة المحلية والاستغناء عن العمالة الوافدة من مناطق أخرى.
- دراسات تقوم بها جهات مختصة لفهم سوق العمل وتطوير التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
- حل مشكلة الانفجار السكاني من خلال توعية السكان بتنظيم النسل.
- تخفيض رواتب وأجور بعض الموظفين ذوي الرواتب العالية التي لا تناسب جهودهم.
- دعم أصحاب المشاريع الصغيرة.
- دعم وتشجيع التعاون مع القطاع الخاص ليساهم في حل المشكلة، وتوفير فرص عمل للشباب وتطوير مهاراتهم.
في نهاية مقالنا، يتضح أن هذه الظاهرة تمثل تحديًا كبيرًا يواجه المجتمعات في مختلف أنحاء العالم. ويجب العمل على تفاديها قبل أن تتفشى أكثر في مجتمعاتنا.