الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: تأثيرها على السياسة والعلاقات الدولية

الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 هي الانتخابات الرئاسية الستون والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024. حيث أُجريت الانتخابات لأول مرة في عام 1789 وفاز بها جورج واشنطن، الذي حصل على 69 صوتاً. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت تُعقد الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل أربع سنوات، وجرى إجراء آخر انتخابات في عام 2020.

وسينتخب الناخبون رئيساً ونائباً للرئيس لمدة أربع سنوات. وأعلن الرئيس الحالي جو بايدن عن ترشحه لولاية ثانية لكنه انسحب لاحقاً لإعادة انتخابه. ويترشح دونالد ترامب، عضو الحزب الجمهوري، لإعادة انتخابه لولاية ثانية غير متتالية، بعد خسارته أمام بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020.

بايدن.. صوت الديمقراطيين التقليدي

عكست معظم مواقف جو بايدن، خلال الفترة التي قضاها في مجلس الشيوخ، بما في ذلك رئاسته للجنة العلاقات الخارجية، حالة الإجماع التقليدي في الحزب الديمقراطي، حيث دافع عن الانخراط مع الصين في كل من الجغرافيا السياسية والاقتصادية، وصوّت لصالح العلاقات التجارية العادية الدائمة معها، وكذلك دخول البلاد إلى منظمة التجارة العالمية، ودعم حرب العراق عام 2003 (بعد معارضة حرب الخليج عام 1991)، وصوّت لصالح اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل في عام 1995، وانتقد الاتجاه الروسي المعادي للديمقراطية في الوقت الذي دعم فيه استمرار التواصل مع الرئيس فلاديمير بوتين.

اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد بايدن

لا شك أن هناك اختلافاً كبيراً في الحكم والإدارة بين سياسة بايدن وترامب، حيث سيشهد العالم تغييراً في العلاقات بين الدول في عهد بايدن. والاختلاف بين إدارتي ترامب وبايدن بخصوص الصين سيكون اختلافاً في الشكل أكثر منه في المضمون، فهناك مصلحة في التعاون مع بكين في مجالات مثل تغير المناخ وإيران والحفاظ على النظام الدولي المتعدد الأطراف.

ومن التغييرات التي ستُشهد أنه ستصبح عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية أكثر قابلية للتنبؤ بعد فوز بايدن، خاصة وأن فريقه للسياسة الخارجية يتكون من شخصيات مخضرمة من الإدارات الديمقراطية السابقة. كما سنشهد انسجاماً أكبر في المواقف بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية بعكس عهد ترامب.

أما في الشرق الأوسط، فلن يكون رؤساء الدول العربية فرحين بانتصار بايدن في الانتخابات، خاصة السعودية والإمارات ومصر؛ فبايدن لن يكون ودوداً بشكل علني مع القادة المستبدين بالطريقة التي قد سلكها ترامب في فترة حكمه للولايات المتحدة الأمريكية.

أما عن تركيا، فستواجه أنقرة معضلة دعم بايدن للأكراد في مطالباتهم أمام الطموحات التركية في شرق المتوسط والنزاع الأرمني الأذري، كما ستفترض تركيا أن بايدن سيعزز عمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتقويض حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم في المدى المنظور.

وحلل بعض السياسيين في هذه الشؤون أن من المستبعد أن ينقلب بايدن على قرارات ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف فيما بعد بالجولان المحتلة أراضٍ إسرائيلية، لكنه من المرجح أن ينقلب على “صفقة القرن” وخطة الضم، مع ترحيبه بمسار التطبيع مع إسرائيل في المنطقة.

كيف تؤثر الانتخابات الأمريكية على العلاقات الدولية؟

من المؤكد أن نتائج هذه الانتخابات تحدد الاتجاهات السياسية والاقتصادية التي ستتبعها الولايات المتحدة، مما ينعكس بدوره على العلاقات مع الدول الأخرى.

بعض الطرق التي تؤثر بها الانتخابات الأمريكية على العلاقات الدولية:

تعزيز العلاقات مع حلفاء جدد:
من الممكن أن تؤدي الانتخابات الأمريكية لهذا العام إلى فرصة لتعزيز العلاقات مع دول جديدة. حيث كانت الإدارة الجديدة تسعى إلى بناء تحالفات جديدة من أجل زيادة تعاون الدول مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد يحدث أن نشهد تقدمات في العلاقات الدولية مع التركيز على الشراكات الاقتصادية والأمنية مع دول جديدة.

قضايا التجارة والاقتصاد:
قد تؤثر الانتخابات الأمريكية على فرص التعاون الاقتصادي للدول، ومن الممكن أن تتملك الإدارة الجديدة فرصاً أكبر للتعاون الاقتصادي وزيادة اقتصاد الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية.

الأمن القومي والتعاون العسكري:
قضايا الأمن القومي والتعاون العسكري تعد أيضًا من القضايا المهمة في الانتخابات الأمريكية. إذ أن الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على دعمها العسكري، وأي تغييرات في السياسات الدفاعية يمكن أن تؤثر على التعاون الأمني. وقد تؤدي إدارة جديدة إلى تغييرات في التحالفات العسكرية، مما يؤثر على الاستقرار في مناطق معينة من العالم.

تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثاً عالمياً تترقبه جميع الدول بسبب التغييرات التي تحدث بعده بدءاً من داخل الدولة إلى العالم أجمع.

المصادر:

كيف تؤثر الانتخابات الأمريكية على العلاقات الدولية؟

أثر الانتخابات الرئاسية 2024 على السياسة الخارجية الأمريكية

اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد “بايدن”

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد