لماذا نفشل في تحقيق أهدافنا؟ الأسباب الشائعة وراء الفشل
لماذا نفشل؟ لماذا لا نستطيع تحقيق أهدافنا؟ ما هي العوائق التي نضعها أمام أنفسنا دائما وتجبرنا على الاستسلام لها والرضا بالفشل؟
الفشل جزء لا يتجزأ من حياتنا نحن البشر، والسبب الرئيسي فيه يعود للفطرة البشرية والنفس والشيطان. هؤلاء كلهم حينما يجتمعون عليك يهلكوك، لأن النفس تحب الراحة لأنها خلقت لتحيا في الجنة التي لا نصب فيها ولا تعب، لهذا نجد دائما انفسنا نميل إلى الراحة وتأجيل المهام والتسويف، ولا ننسى أيضًا دور الشيطان البارز في تزيين هذا التأجيل والتسويف بحجة أن لدينا متسعًا من الوقت، مع العديد من التبريرات المغرية التي يلقيها في أذهاننا لإرضاء هذه النفس الضعيفة.
لو جئنا لتعريف الفشل كيف نعرفه ما هو؟ ماذا يعني فشل؟
الفشل كلمة مشتقة من فَشُل (فَـ \ شُل) أي أصابه الشلل أو العجز وهذا المعنى يبدوا منطقيا جدا ليصف الحالة من الاستسلام التي تصاحب هذا الشعور.
لماذا نفشل؟
بعد ما تعرفنا على معنى الفشل قد يدور في أذهاننا سؤال، نحن البشر لماذا نفشل؟ لماذا تصيبنا هذه الحالة من الاستسلام؟ سأُجيبك على هذا السؤال في بضع نقاط اشرحها بشكل مُختصر.
من ابرز واهم اسباب الفشل:
-
عدم التخطيط
يبقى الهدف مجرد فكرة غير واضحة المعالم ما لم تبدأ بتنفيذه عبر وضع خطة عمل مناسبة لتحقيقه. ولكن قبل البدء عليك اولا الجلوس مع نفسك والتعمق في التفكير والنظر من حولك على ما بين يديك من إمكانيات مادية او معرفية واجمع كل هذه الامكانيات وقارن بين ما تستطيع تحقيقه من خلالها وما لا تستطيع، وضع خطة مناسبة لهدفك وليكن لديك رؤيةٌ مستقبليةٌ لما تريد تحقيقه بالضبط وبناء على هذه الرؤية قم بكتابة خطة عمل لهدفك أو لأهدافك مما يسهل عليك الإنجاز ولكن بدون خطة عمل ورؤية واضحة لن تحقق غايتك وستفشل.
-
التسويف والمماطلة
يعتبر التسويف من أبرز وأهم أسباب الفشل في تحقيق المُراد وإنجاز الأهداف، هذا السلاح الفتاك المحبوب للنفس البشرية لأنها بطبيعتها مفطورة على حب الراحة والتكاسل وعدم الالتزام، لذا يأتي التسويف كحل مثالي لخلق ذريعة لهذه النفس واقناعها بأنك تمتلك الوقت الكافي لإنجاز اعمالك لاحقا وهذا ما يسمى بالتسويف أي سوف افعل هذا غدا او بعد ساعة وهكذا.
-
انعدام الثقة بالنفس
في حين أن التسويف محبب للنفس فإن النفس بحد ذاتها تقنعك بأنك لا تستطيع في ذلك الأمر او هذا الامر أكبر منك ولا يمكنك الوصول لغايتك وتحقيق هدفك ويتعمد دائما الشيطان على بث التحقيرات لذاتك في نفسك لذلك تجد انعدام الثقة في ذاتك وترى أن هذا الهدف وتلك الغاية اكبر من إمكانياتك لذلك تشعر بالإحباط والانسحاب من اكمال واجباتك ومهامك التي تصل بك لتحقيق هدفك.
-
الاتكال المفرط
ولا بد هنا أن نقول أيضا أن الثقة المفرطة في النفس سبب كبير وأساسي للفشل، أنت حينما تشعر أنك تستطيع الوصول لهدفك بلا مجهود ولا تعب وبسهولة تامة وانك قادر عليه ولديك الإمكانيات التي تسمح لك في انجاز هذه المهمات بأوقات قصيرة هنا تدفع نفسك للاتكالية والثقة المفرطة التي تدفعك في نهاية الأمر للتسويف والمماطلة مما يسهم في الفشل.
-
فقدان الحافز
لا بد من وجود حافز يدفعك نحو الأمام لتحقيق هدفك، ضع نصب عينيك هدف محدد وحفز نفسك للوصول اليه من خلال المكافآت قريبة الأجل، قسم هذا الهدف لعدة أهداف صغيرة ليسهل هضمها وتحقيقها، وعند تحقيق كل هدف من هذه الأهداف الصغيرة كافئ نفسك، هذا يسهم في تحفيزها للاستمرار في الانجاز والمضي قدما في الوصول الى هدفك.
-
انعدام الرغبة
اذا لم يكن لديك رغبة في الوصول لهدفك او كنت مجبرا وتعمل للوصول اليه رغما عنك لن تصل ابدا، يجب أن تحب العمل الذي تقوم به لأنك إذا أحببت العمل الذي تقوم به سيجعل لديك رغبة قوية في الوصول لهدفك مما يسهل عليك الاستمرار وعدم الشعور بالملل او الاحباط خلال المضي قدما للوصول لهدفك.
-
شح في الامكانيات
تُحدثك نفسك بأن لديك هدف ان تُصبح رائد أعمال وصاحب مشروع, وتكون مستقلاً ماديا ولكن ليس لديك الإمكانيات في الوقت الراهن لتصبح هذا الرجل، تفكيرك بهذه الطريقة يدفعك إلى الفشل، لأنك بدأت تنظر الى إمكانياتك الحالية مقابل الهدف الأكبر لك، لذلك يجب عليك تقسيم الهدف الكبير لعدة أهداف صغيرة يسهل تحقيقها ضمن إمكانياتك الحالية واعمل دائما على تطوير نفسك من خلال قراءة الكتب والمقالات في مجال هدفك، وخذ دورات تعليمية، وخصص جزء من راتبك لاستثماره في مشروعك، لا تقارن امكانياتك اليوم مع هدفك الأكبر سيدفعك هذا لأختيار الفشل على العمل.
-
المحيط الخاص بك
العائلة والاصدقاء وكل من هم حولك سيكون لهم دور كبير في أن تحقق هدفك أو أن تتخلى عنه وترضى بالفشل، دورهم مهم لأنهم أكثر الأشخاص قربا منك وتأثيرا على ارائك وافكارك، قد يدفعوك للقمة وقد يسحبوك للقاع، لذلك من الافضل اذا كان لديك هدف لا تحدث به لأحد لان البشر بطبيعتهم يحبوك ولكن لا يحبون أن تكون أفضل منهم لذا الافضل الكتمان وهذا ما اوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث “استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود”.
كانت هذه بعض من ابرز واهم الاسباب التي تدفعنا من على سُلم النجاح لنقع في حضيض الفشل، لذلك، مهما كانت الظروف التي تحيط بك، لا تتوقف، استمر، ولا تيأس، وستصل إلى هدفك.