تحديات الطاقة العالمية: فهم الأزمة والحلول الممكنة
إن أردت أن تُعرف الطاقة وحدها، فيمكن تعريفها بشكل عام على أنها أي شيء لديه “إمكانية إحداث تغييرات”. التعريف الأكثر شيوعًا للطاقة هو العمل الذي يمكن أن تقوم به قوة معينة (مثل قوة الجاذبية، والقوة الكهرومغناطيسية). تُعدّ الطاقة كامنة، ما يعني أنه لا يمكن خلقها أو تدميرها، ولكن يمكن تحويلها فقط من شكل إلى آخر؛ على سبيل المثال، تُحوّل البطارية الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية.
تأسيسًا على ما سبق، فإن الطاقة هي إحدى صور الوجود، فالكون مكون من أجرام وطاقة. منذ النظرية النسبية لأينشتاين، نعرف تكافؤ المادة والطاقة، حيث يمكن أن تتحول الطاقة إلى مادة، وبالعكس يمكن للمادة أن تتحول إلى طاقة. وقد رأينا تحول المادة إلى طاقة في اختراع القنبلة الذرية.
يمكن أن تتخذ الطاقة أشكالًا متنوعة، منها:
- الطاقة الحرارية
- الطاقة الكهربائية
- الطاقة الإشعاعية
- الطاقة النووية
- الطاقة الحركية
هذه الأنواع من الطاقة يمكن تصنيفها بكونها طاقة حركية أو طاقة كامنة، في حين أن بعضها يمكن أن يكون مزيجًا من الطاقتين الكامنة والحركية معًا.
أشكال الطاقة:
يوجد للطاقة العديد من الأشكال، والتي تندرج جميعها ضمن فئتين رئيسيتين: الطاقة الحركية، والطاقة الكامنة. إليك شرحًا عنها:
1.الطاقة الحركية
تُعرّف الطاقة الحركية بأنها الطاقة الناتجة عن حركة الأجسام المختلفة. إذ تمتلك الأجسام المتحركة القدرة على إنجاز عمل ما أو إحداث تغيير معين، بينما الأجسام الساكنة لا تمتلك أي طاقة حركية. علاوة على ذلك، للطاقة الحركية عدة أشكال، منها:
- الطاقة الإشعاعية
- الطاقة الحرارية
- طاقة الصوت
- طاقة الحركة
- الطاقة الكهربائية
2.الطاقة الكامنة
تُعرّف الطاقة الكامنة بأنها الطاقة الناتجة عن وجود الأجسام في نظام بترتيب معين، إذ يؤثر كل جسم في النظام على الجسم الآخر بقوة محددة. وللطاقة الكامنة عدة أشكال، منها:
- الطاقة الميكانيكية
- الطاقة الكيميائية
- الطاقة النووية
- طاقة وضع الجاذبية
ارتباطًا بما سبق، تعتمد الطاقة على مصدرين: مصادر طاقة متجددة ومصادر غير متجددة.
أما المصادر المتجددة فهي طاقة ناتجة عن مصادر طبيعية تتجدد بمعدل يفوق ما يتم استهلاكه. من الأمثلة عليها:
- طاقة الرياح
- الطاقة الكهرومائية
- الطاقة الحرارية الأرضية
تُعرف مصادر الطاقة غير المتجددة بأنها الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تنفد مع استمرار استخدامها. على سبيل المثال، يُعتبر الفحم، البترول، والغاز الطبيعي من أبرز هذه المصادر. وبالتالي، من المتوقع أن يواجه العالم أزمة طاقة عالمية. إذن، ما هي أزمة الطاقة العالمية؟ وكيف يمكن تفاديها؟
أزمة الطاقة العالمية:
هي عجز الطاقة العالمي في عامي 2021-2022، وهو الأحدث في سلسلة من العجز الدوري في الطاقة على مدى الخمسين عامًا الماضية. يؤثر بشكل أكثر حدة على دول مثل المملكة المتحدة والصين وغيرها.
أسباب أزمة الطاقة العالمية:
ثمة مجموعة من الأسباب التي أدت إلى ظهور أزمة الطاقة في الشهرين الماضيين. فمن ناحية، ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ، ومن ناحية أخرى، تراجع الإمداد بالطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، كان لهذه الأزمة أثر واضح على فواتير استهلاك الكهرباء لدى المواطنين في الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة مثل أميركا، أوروبا، وآسيا، فضلاً عن نقص الطاقة في الصين.
في أي دول تشتد هذه الأزمة حاليًا؟
تشتد أزمة الطاقة في الدول الكبرى المستهلكة للطاقة، التي اعتادت الحصول على الطاقة بأسعار رخيصة في الفترة من منتصف 2014 إلى نهاية 2020، وعلى رأس تلك الدول أميركا، وأوروبا، والصين، والهند، وبقية الدول المستوردة للطاقة، حيث ترتفع الأسعار، وتتراجع معدلات الإنتاج.
في المقابل، يمكن تفادي هذه الأزمة عن طريق سبل يمكن للمرء أن يسلكها أو سلوكيات يتجنبها مثل:
- الحد من التدفئة وتكييف الهواء: وضع الاتحاد الأوروبي خطة لتقليل استهلاك الغاز بنسبة 15% هذا الشتاء، ولضمان امتلاء مخازنه من الغاز الطبيعي بنسبة 80% بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
- إطفاء الأنوار: قالت ألمانيا إن المباني العامة والمعالم الأثرية لن تُضاء أثناء الليل بعد الآن، بينما في إسبانيا يجب إطفاء الأنوار في نوافذ المتاجر بعد الساعة العاشرة مساء.
- استخدام تقنيات الاستمطار: تواجه الصين نوعًا مختلفًا من أزمة الطاقة. وفي حين أن إمداداتها من النفط والغاز من روسيا لم تتأثر بشكل خطير بسبب الحرب، فقد تعرضت البلاد أيضًا للحرارة الشديدة والجفاف، مما تسبب في جفاف الأنهار، وأثر بشكل كبير على قطاع الطاقة الكهرومائية.
- الاتجاه للطاقة النووية: في بعض الأماكن، تسبب ارتفاع تكاليف الطاقة في التحول إلى الوقود الأحفوري. وقد وصلت كمية الفحم التي استوردتها الهند إلى مستويات قياسية في يونيو/حزيران، على الرغم من الخطط السابقة للحكومة لخفض واردات الفحم.
المصادر:
أزمة الطاقة: سبعة حلول تلجأ إليها الدول للتغلب على ارتفاع أسعارها؟
